'ابداع الشباب' - فرصة حقيقية لخلق مجتمع أفضل

عندما تولد الأفكار الإبداعية في عقول المُبدعين لتجد من يرعاها حتى تُحَقق، عندها فقط ستتغير المجتمعات للأفضل.

لهذا الهدف استضافت مايكروسوفت، بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية و و مجموعة الأهلي القابضة في إطار برنامج YouthSpark الذي ترعاه شركة مايكروسوفت وتنظمه، في يوم سابق من يناير الجاري حدثٌا في دبي تحت عنوان “"ابداع الشباب"” يهدف بشكل أساسي إلى تشجيع الشباب على تحريرعقولهم وأفكارهم الإبداعية لإحداث تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم باستخدام التكنولوجيا.

هنا ياتي دور شركة مايكروسوفت في توفير الأدوات والمصادر الضرورية لمساعدة أصحاب الأفكار على جعل أفكارهم واقعًا ملموسًا يحدث تغييرَا حقيقيًا وخطوةً نحو الأفضل.

كما تقدم وزارة الخارجية الأمريكية من خلال مبادرة " تأسيس أعمال الشباب " برامجًا تتعلق بريادة الأعمال لتوفير فرصًا غير محدودة لهم،كرواد أعمال شباب، تمكنهم من نقل أفكارهم وأحلامهم إلى أرض الواقع مما يؤثر بشكل إيجابي على المجتمعات من حيث رفع المستوى المعيشي للأفراد عن طريق خلق فرص عمل وبالتالي تحفيز النمو الإقتصادي على مستوى العالم ككل.

وتقوم مايكروسوفت من خلال "ابداع الشباب" مستعينةً بالمعرفة والخبرة المستمدة من أكثر من ثلاثين عامًا من الإبتكار في مجال التكنولوجيا بتزويد هؤلاء الشباب من خلال فعاليات محلية في المناطق المختلفة أو عبر المجتمع الإليكتروني على الإنترنت بالمعرفة والخبرة لتكون مصدر إلهام لهم للمشاركة في رسم مستقبل أفضل.

لذلك، يعد حدث "ابداع الشباب" بيئة مثالية لميلاد الأفكار الإبداعية التي تَضمن تغييرًا حقيقيًا حيث يجتمع الشباب، مصدر الأفكار الإبداعية، مع مجموعة من أصحاب الخبرات وذوي المناصب الرفيعة المتطلعين لمد يد المساعدة لهم.

كان ضمن المتحدثين في الحدث المُقَام بالجامعة الأمريكية في دبي، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى الإمارات العربية،مايكل كوربين، الذي وجه الشكر لمايكروسوفت لدورها الرائد في تعزيز فرص الشباب في دول الخليج العربي بالإضافة إلى الدكتور أختار بادشاه، مدير أول للمواطنة والشؤون العامة بشركة مايكروسوفت؛ وزينات رحمن، إستشارية الأمين العام لمكتب قضايا الشباب العالمي؛ والدكتورة عزة الشناوي، مديرة قطاع التعليم والمواطنة في مايكروسوفت الخليج، وسابين مالك، مستشارة أولى للمشاركة الخارجية لوزارة الخارجية الأميركية بمكتب قضايا الشباب العالمي، ومحمد خماس، الرئيس التنفيذي لمجموعة الأهلي.

وفي كلمته التي ألقاها الدكتور أختار بادشاه، تحدث عن الدور الذي تلعبه التكنولوجيا لجعل الوصول للشباب في المجتمعات النامية والمحرومة ممكنًا وميسرًا، وكيف سيؤدي هذا الدور، إذا ما اقترن بجهود حثيثة وصادقة تهدف إلى بناء مهارات أولئك الشباب وتشجيعهم على الإبتكار، إلى جعلهم رواد التغيير إلى الأفضل في مجتمعاتهم. وأكد في النهاية على ضرورة الإستثمار في هؤلاء الشباب غير مدخرين وقتًا أو مالًا مساعدةً لهم على تحقيق ما يطمحون له فيكون العالم الذي يمكنهم فيه تحقيق النجاح والازدهار.

وفي حديثها عبرت الدكتورة عزة الشناوي عن سعادتها لانطلاق مبادرة "ابداع الشباب" في دولة الإمارات لتكون جنبًا إلى جنب مع رؤية الدولة ودعمها المستمر لابتكارات الشباب.

وخلال الحدث، قضى أكثر من خمسين من المبدعين الشباب يومًا حافلًا اكتسبوا فيه مهارات تقديم الأفكار، واستمعوا إلى خبراء بارزين في مجالات الابتكار وريادة الأعمال.

كما أتيح لهم مجالًا للتفكير ثم طرح أفكارهم والتناقش حولها فقدموا أفكارَا غير تقليدية تتنوع من إنشاء برامج للهواتف المتحركة تخدم أغراضًا خيرية إلى إعادة تدوير الأغراض القديمة بهدف إنتاج منتجات عصرية منها. كما كان من ضمن الأفكار المقترحة فكرة تتعلق بإنشاء أدوات وتطبيقات على الإنترنت يقوم به نساء مسجونات.

ثم قام الشباب بمناقشة وطرح الأفكار لحلول إبداعية تتعلق بالتعليم والصحة والبيئة وتمكين المرأة والحد من الفقر.

وفي النهاية، أختيرت أفضل فكرتين، تمت مكافأة فريقيهما بالمتابعة والتوجيه على مدار شهر كامل بالإضافة لدورة تدريبية مقدمة من منظمة Taking IT Global وقسم المسؤولية الاجتماعية التابع لمجموعة الأهلي. لتحظى الفكرتان بذلك على فرصة للإستمرار والتحول من فكرة مجردة إلى واقع ملموس يؤدي إلى مجتمعٍ أفضل.

وعبر خلال الحدث، محمد خماس، عن فخر مجموعة الأهلي بالتعاون مع مايكروسوفت ووزارة الخارجية لبث روح المسؤولية المجتمعية في جيل الشباب الإماراتي مع تزايد أهمية الإبداع والإبتكار في مجال ريادة الأعمال ذات الطابع الإجتماعي والتي لا تساهم في إضافة قيمًا اقتصادية ومجتمعية وحسب، بل وتساهم أيضًا بشكل كبير في خلق فرص عمل جديدة وتوفير منتجات وخدمات مبتكرة مما يقدم حلولا للكثير من المشكلات بطرق إبداعية وغير تقليدية.

ولأن حتى المجتمعات النامية غنية بإبداعات شبابها، وإنطلاقًا من الإيمان الذي لا يشوبه شك بقدرات هؤلاء الشباب، وأن التغيير يحتاج إلى جهود مستمرة وصادقة، فإن "ابداع الشباب" الذي انعقد محققًا هدفه بدبي لم يكن سوى البداية للعديد من الفعاليات المماثلة المخطط لعقدها على مدار العام 2013 في دول مثل كينيا والمغرب وجنوب أفريقيا.

ولأن الأفكار الإبداعية وخصوصًا تلك التي تقدم خدمات للمجتمع هي الأجدر بالرعاية وبذل الوقت والجهد والمال في سبيل منحها فرصةً للتحقق، لنحصل في النهاية بتضافر جهود الشباب المبدع مع المنظمات وذوي الخبرة على العالم الذي نطمح جميعًا للعيش فيه.