التواصل مع سيناء ... أرض الفيروز المنسية

عندما تُذكر سيناء، تكون حرب تحريرها أول ما يخطر بالبال ..... يخطر بالبال عندما كانت هذهِ الأرض حلمًا مسروقًا لأعوام لما يسكنُ في قلبها من كنوز طبيعية وتاريخية، ثُم عادت بعدما دفع كثيرون ثمنًا لعودتها   أرواحهم وكان الحلم بنهضة سيناء ونماءها واستغلال كنوزها هو آخر ما أغمضوا عليه أعينهم.

وسيناء الآن، بعد أن مر على عودتها عقود، متروكة على حالها منسيةٌ تعاني من الفقر والتجاهل وقلة الفرص.

لذلك قامت شركة مايكروسوفت بالتعاون مع مؤسسة "الفيروز" الأهلية بإطلاق برنامج "التواصل مع سيناء" “Connecting Sinai” www.connectingsinai.com وهي مبادرة تسعى إلى تقوية وتدعيم منظمات المجتمع المدني التي تعمل في تلك البقعة البعيدة من مصر بهدف تمكينها من مواجهة التحديات والظروب الصعبة في سيناء.

وتتضمن المرحلة الأولى من هذه المبادرة إطلاق بوابة إلكترونية متخصصة عن سيناء تقدم العديد من الخدمات من بينها عرض معلومات متنوعة عن المنطقة بدايةً من التاريخ وحتى ترويج المنتجات المحلية، كما تضم خدمات أخرى تهدف إلى تشجيع السياحة في أرض الفيروز الثرية وتتبنى عرض مشروعات الشباب وخصوصًا في مجال السياحة في المنطقة بالإضافة إلى عرض الفرص الاستثمارية المتاحة.

ويأتي البرنامج كجزء من مبادرة "نبني مصر" الذي أطلقته الشركة بهدف تقديم الدعم التكنولوجي للمنظمات الغير هادفة للربح، وتقديم خدمات استشارية وتدريبية لها بهدف المساعدة في بناء قدرات هذه المنظمات، الأمر الذي سيؤثر تأثيرًا إيجابيا كبيرًا على الخدمات التي تقدمها هذه المنظمات لمجتمعاتها المحلية.

وعن البرنامج تقول أماني غريب – مديرة منظمة الفيروز للتنمية "إن هذا البرنامج يهدف إلى تعزيز قدرات أفراد هذا المجتمع الذي يعاني الإهمال، وكذلك شحن همم الشباب واستغلال الروح الإيجابية التي أظهرتها ثورة الخامس والعشرين من يناير"

وقد بدأت بالفعل فعاليات المبادرة في ديسمبر الماضي بتقديم ورشة عمل في مدينة العريش لتوفير التدريب اللازم لرفع قدرات العاملين في المنظمات الغير هادفة للربح في سيناء تعزيزًا للدور الذي تقوم به هذه المنظمات في العمل على تحسين الظروف الإجتماعية والإقتصادية في سيناء.

يتضمن التدريب موضوعات من شأنها تعزيز قدرة منظمات المجتمع المدني والمبادرات التي تطلقها في مواجهة البطالة، وكذلك بناء القدرات المؤسسية داخل هذه المنظمات لتصبح قادرة على إجراء دراسات الجدوى الخاصة بمبادراتها ومشروعاتها وكذلك لتتمكن من الحصول على التمويل اللازم لدعم أنشطتها. كما سيتم عقد ورشة تدريبية أخرى تتعلق بتكنولوجيا المعلومات لتدريب عدد من المدربين ليصبحوا قادرين على تقديم تدريبات مماثلة للتدريب الذي حصلوا عليه في مراكز التكنولوجيا بسيناء وذلك لتحقيق الإستمرارية.

وبالإضافة إلى ذلك، يهدف البرنامج إلى تعريف تلك المنظمات بالتقنيات والأدوات التي تقدمها مايكروسوفت وشركاؤها، وكيف يمكن لهذه الأدوات أن تساهم في حل المشكلات التي تعاني منها تلك المنظمات، وكذلك تحيقي التواصل بين هذه المنظمات وبعضها البعض لتبادل الخبرات والتجارب والتنسيق فيما بينها لتقديم الحلول المُثلى لمشكلات المجتمع المزمنة.

وبالفعل .... تم خلال هذا العام عقد 3 تدريبات في سيناء حققت نجاحًا ملموسًا ، حيث قام 90 مدربًا بتدريب 900 شابًا على المهارات الأولية في استخدام الحاسب الآلي حصلوا بعدها على شهادة محو الأمية الرقمية كجزء من مشروع يقام على مستوى مصر "GetOnline Egypt" ، كما نأمل أن نقدم تدريبين آخرين ليستفيد منه 150 مدربًا محترفًا بحلول أبريل 2013 ليتمكنوا بعدها من تدريب أكبر عدد ممكن من الشباب.

"من بين المشاكل التى تواجه المجتمع المدنى فى سيناء نقص البرامج التدريبية المستمرة لخلق أجيال متلاحقة من المؤهلين للتعامل مع تكنولوجيا المعلومات، ولذلك فإن برنامج تدريب المدربين يقدم حلا منطقيا لتلك المشكلة، فمن خلال تدريب مجموعة من شباب المنطقة سوف يتمكنون من تدريب آخرين وبشكل مستمر، كذلك فإن البوابة الالكترونية تقدم وسيلة فعالة للربط بين الجمعيات الأهلية فى المنطقة الأمر الذى يحسن عمليات التواصل وتنسيق الجهود لخدمة المجتمع بطريقة أفضل". – ممثل عن إحدى المنظمات الأهلية

وضمن الأنشطة التي أقيمت تحت مظلة هذه المبادرة، استضافت مايكروسوفت معرضًا للمنتجات المحلية تواكبت مع الإحتفالات بيوم المرأة العالمي، وللمشاركة في المعرض قطع 13 من أبناء العريش بينهم 7 سيدات الطريق من سيناء إلى مقر شركة مايكروسوفت لعرض مجموعة من المنتجات اليدوية والمنتجات الغذائية المحلية. حقق هذا المعرض نجاحًا هائلًا وعاد بعائدٍ جيد على المشاركين فيه من أصحاب الحرف، كما تم نشر معلومات عن هذه المنتجات الفريدة على شبكات التواصل الإجتماعي مما أتاح المزيد من فرص الربح لهم حيث بدأوا في تلقي طلبات لشراء هذه المنتجات من خلال الإنترنت.

ونحن في مايكرسوفت نسعى بكل جهد من خلال مواردنا وبرامج المسئولية المجتمعية لدينا، للحفاظ على الحلم المتعلق بهذه المنطقة الثرية المُتجاهلة من مصر لما يتمثل فيها من قيمة تاريخية وحضارية وإقتصادية.