تعرفوا معنا على مصطفى نجيب

يجتمع أفراد العائلة والأصدقاء على وصف مصطفى بإنه شخص يضع 110% من طاقته وتركيزه في كل شيء يفعله. وكل من يتعرف على مصطفى يبدي نفس الرأي. ومن النادر أن تقابل أحدا يتمتع بنفس قوة الشخصية والطباع لكنه حنو ونا في تعامله مع الناس؛ ومن النادر أيضا أن تقابل شخصا يوازن بين طموحه ومصلحة الآخرين. فمصطفى دائم السعي إلى الناجح، إلا إنه في نفس الوقت يهتم بالآخرين وبمجتمعه. باختصار، هو شخصية لا تنسى. بالرغم من إن مصطفى يقضي أيامه جالسا في كرسية المتحرك، فإنه لم يكن ليحبط بسبب كهذا، ولم يكن ليجعل من إعاقته الجسدية حائل يعوقه عن تحقيق أحلامه أو شماعة يعلق عليها تقاعسه. اختار مصطفى مجالا متطلبا لتفوق فيه، فقد تميز في دراسة الحاسبات والمعلومات بجامعة القاهر بمصر، وطوال دراسته بالجامعة، كان يطمح إلى بدء عمله الخاص.
بالنظر إلى خطوات مصطفى، نجده متمتعا بنظرة مستقبلية ورؤية واضحة. فمن خلال انتمائه لحاسبات ومعلومات، يلتحق مصطفى ببرنامج شركاء Microsoft للطلبة طمعا في صقل مهاراته والاستفادة من خبرات شخصيات ريادية في هذه الصناعة. فالبرنامج الذي لا يهدف للربح يسعى لتقدير العقليات الشابة الأكثر تميزا وتفوقا حول العالم في مجال التكنولوجيا. ودخول مصطفى في البرنامج أمر إيجابي إلى أقصى درجة، فالأمر يتعدى كونه مجرد منحة للمتفردين. ذلك ان برنامج شركاء Microsoft للطلبة فرصة لا تأتي إلا مرة واحدة في العمر لتمكن الطلبة من تنمية ذاتهم عن طريق اكتساب المهارات الفعلية اللازمة للنجاح الوظيفي، وتتيح لهم مساعدة الآخرين في التعرف على تكنولوجيا اليوم والغد، وتفتح لهم سبل التواصل مع طلاب ذوي عقليات مماثلة، وكل ذلك في جو من المرح. ويمكن القول بإن برنامج شركاء Microsoft للطلبة هو وسيلة ارتأتها Microsoft لتشجيع الطلبة المهتمين بالتكنولوجيا عامة وبالشركة خاصة لكي يطوروا مهاراتهم.
ومن شغف إلى شغف، يدرك مصطفى جانب آخر من شخصيته لم يكن يركز عليها من قبل، ألا وهو شغفه بتقديم كل ما يمكن تقديمه لمساعدة وطنه، حتى إنه بات يصف قائلا "ما أنا إلا مصري يحب بلده." وبتبلور هذه الحقيقة الجديدة، رأى مصطفى الفرصة المثالية في الانضمام إلى تك-هوب، وهو مجموعة تحت شركاء Microsoft للطلبة قررت تسخير المهارات التقنية لخدمة المجتمع. وكان فريق المسئولية المجتمعية للشركة Microsoft قد أطلق برنامج تك-هوب إيمانا منه بقدرات الشباب على دفع المجتمعات إلى الأمام بالاستخدام المبتكر للتكنولوجيا الحديثة والاستفادة القصوى من آلياتها. فالثورة المصرية والتغيير الذي تبعها كانت شرارته مجموعة من الشباب قد لا يبعدون يختلفون كثيرا عن مجموعة تك-هوب، فهؤلاء وأمثالهم هم الذين سخروا وسائل الإعلام الاجتماعية وشبكات التواصل الاجتماعي ليسمعوا العالم أصواتهم. والشباب الخبير بأروقة الإنترنت هو الذي قاد مصر ببسالة إلى عهد جديد. وينتمي مصطفى إلى هذا الجيل الواعد من الشباب الذين سينهضون بمصر.ومنذ انضمام مصطفى إلى تك-هوب وحتى تخرجه من الجامعة، كان عضوا متفانيا. حتى فيما بعد، يظل مصطفى يتحدث عن تك-هوب كمصدر للإلهام هداه إلى حب العمل التطوعي الذي يخدم المجتمع.
وهيأت تجربة تك-هوب مصطفى للتنافس في مسابقة كأس التخيل 2011. وهي مسابقة تنظمها شركة Microsoft سنويا للطلاب، تشجعهم فيها على استخدام خيالهم وشغفهم لإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة لمشاكل تؤرق العالم تحدد كل عام. ويختار مصطفى مجال تصميم البرامج وتأهل لل16 الأوائل على مستوى مصر، ومنها إلى دور الثمانية ثم النهائيات. وهكذا يجد مصطفى نفسه مقدما على تجربة العمر بالسفر إلى نيويورك. في نهاية المطاف، لم يتمكن فريقه من الفوز لكنه عاد إلى مصر بعد ان تجددت طاقته وتبلورت لديه فكرة العمل الخاص الذي أراد أن ينشئه مستندا إلى نفس الحل الذي قد طوره فريقه بغرض المشاركة في مسابقة كأس التخيل.
وتشهد 2012 حلم مصطفى وقد أصبح حقيقة، فالآن أصبح لديه بالفعل مشروعه الخاص— اكشف (موقع تحت الانشاء يوفر دليل اطباء مع امكانية الحجز الفورى على الموقع) ومصطفى هو المدير التنفيذي والمؤسس للموقع. وهكذا، تكلل مسيرة مصطفى بالنجاح بتلك الفكرة المبتكرة التي ستحدث تغيرات جذرية في مجال الخدمات الصحية. وعن السبب الذي يجعل مصطفى يسعى لإنشاء مشروعه الخاص، يقول إنه رغب في أن يخوض تلك المغامرة كي يتعلم تحمل المسئولية إلى جانب المهارات العديدة التي سيكتسبها من خلال الدخول في مجال الأعمال.
بالطبع لم يكن سهلا على مصطفى أن يصبح أحد رواد الأعمال، فقد واجهته تحديات كثيرة، أولها نقص في الخبرة التي يتطلبها إنشاء شركة جديدة، بالإضافة إلى كم الأشياء التي كان عليه تعلم في فترة زمنية قصيرة جدا. ودائما ما يتحدث مصطفى عن مصاحبة النصاح أصحاب الخبرة كعامل أساسي مكنه من التغلب على المعوقات.
وفي هذه المرحلة، يخدم مصطفى كواحد من النصاح أصحاب الخبرة لإرشاد الآلاف من المصريين، وبالأخص الشباب الطامحين في مجال تكنولوجيا المعلومات. ولهذا الغرض، فقد أطلق مدونته ليقدم نصائح تدريبية في مجالات منها مبادئ وضع الميزانيات لرواد الأعمال وكيفية تكوين شبكتك.
ولا تقتصر رؤية مصطفى على شخصه وطموحه أن يصبح من رواد الأعمال، لكنها تتسع لتشمل المصريين. فمصطفى يتمنى أن يعتنق المزيد من المصريين فكرة ريادة الأعمال ويفتتحوا أعمالهم الخاصة في مجالات التكنولوجيا بعيدا عن الشركات وانتظار التعيين أو السعي وراء وظيفة في شركة ما، فالخيار الجديد أكثر إبداعا ونتائجه أجمل. ويؤمن مصطفى بإن مصر لن تنهض إلا من خلال رواد الأعمال الذين يدفعون المجتمع ويجلبون مالا إلى الوطن من الخارج معتمدين على أنفسهم لا على الأجانب. وإذا اتسع المجال، قد يتمكن المصريين من تطوير مناطق تتوسع في مجالات التطوير والاختراعات الجديدة في مجال التكنولوجيا المتطورة ويوجدوا في مصر وادي سيليكون آخر.
برغم انشغاله بإدارة مشروعه وتقديم النصائح على مدونته، يخصص مصطفى مساحة من وقته ليعمل كقدوة لعديد من الفرق المصرية التي تنافس على كأس التخيل 2012. وهكذا يصبح مصطفى مصدر إلهام لمزيد من الشباب الذين سيتبعون خطواته ليدركوا الفرص المتاحة لهم ويعيدوا تشكيل عالمهم بتسخير الإمكانيات التي تتيحها تكنولوجيا المعلومات.
ويقول مصطفى "المعوقات حقيقة واقعة، وهي كثيرة، لكنها في النهاية ترجع إلى الفرد. فإذا كنت تؤمن بإنك قادر على القيام بشيء ما، فستقوم به فعلا، سواء كانت المشاكل مالية أو تقنية أو غيرها. ابدأ بتغيير تفكيرك، فبدلا من أن تفكر أين ستعمل بعد التخرج، فكر أين سيكون عملك الخاص بعد التخرج وكيف سأتمكن من إفادة البلد وأفراد فريقي."
في كل خطوة يخطوها وفي كل فكرة يتبناها، يرمي مصطفى إلى رؤية أشمل وهدف أسمى، كيف ستستفيد مصر من الخطوة القادمة أو العمل الجديد الذي سيقدم عليه.