نبني مصر

مع مطلع عام 2011، شهدت مصر تغيرات جذرية ومتعاقبة صاحبت اندلاع ثورة 25 يناير. وكانت من منجزات الثورة طفرة في وعي المواطن بالمستجدات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وشعور تنامى لدى كل فرد بإنه مسئ ئول عن الوطن ونهضته وإعلاء لقيمة الإنسان التي تم إهدارها على مر العقود الماضية. ولما كانت الثورات تأتي لتهدم الفساد، ولما رأى المواطن على اختلاف مستواه الاجتماعي إن البداية تكون بإنسان واحد، فقد أمل كل مصري في أن يسهم ولو بشكل بسيط في إعادة بناء بلده على أسس سليمة. وكلنا رأينا أبسط صورة لهذا الاهتمام والشعور بالمسئولية في حملات تنظيف الشوارع والميادين والحث على المبادئ القويمة.

استلاهما من تلك الروح الجديدة الزكية التي أثارتها الثورة في نفوس المصريين، ولأننا في Microsoft نؤمن بمسئوليتنا عن الإسهام الإيجابي في المجتمع، تراءى لنا أن نستضيف مؤتمرا تحت مسمى "نبني مصر"، وذلك للوقوف على دور المجتمع المدني في مرحلة إعادة البناء وأنواع الدعم الذي تستطيع تكنولوجيا المعلومات توفيره لهذا المجتمع لتطوير مصر في الاتجاهات الثلاثة: اجتماعية واقتصادية وسياسية.

في يومي 27 و28 من سبتمبر 2011، تم عقد مؤتمر "نبني مصر" بالتعاون من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر والصندوق المصرى لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مستهدفين المجتمع المدني المصري في فعاليتين متتاليتين. تم تكريس الفعالية الأولى لإشراك الجمعيات الأهلية في مناقشة القضايا القومية الملحة والحرجة وكيفية الاستفادة من التكنولوجيا في حلها. أما اليوم الثاني، فقد ركزنا فيه على بناء قدرات تكنولوجيا المعلومات لدى الجمعيات الأهلية، وأشركنا العديد من الموظفين المتطوعين من Microsoft مصر للقيام بعروض تقديمية عن حوسبة السحاب للجمعيات الأهلية، وخدمات Windows Live، والتسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الاجتماعية.

حضر المؤتمر، الذي عقد في ساقية الصاوي، 300 عضو من 150 جمعية أهلية و50 مراسل مصري. وقد تضمنت الجلسات مناقشات حيوية وتفاعلية ومناظرات عن المواضيع الأهم لمصر، وكانت أكثرها إلحاحا التوظيف، والديمقراطية، وحقوق الإنسان. وكان من دواعي سرورنا أن يختتم جيفرى أفينا، المدير الإقليمى للمسئولية المجتمعية بالشرق الأوسط و افريقيا، المؤتمر بخطبة ملهمة ووقتية عن سبل المضي قدما عقب الربيع العربي..

ويتحدث ممثل عن الجمعية أهلية بلان مصر قائلا: "كانت الحاجة ماسة لهذه المبادرة التي سيكون لها تأثيرا هاما على كل الجمعيات الأهلية التي تعمل بمصر. أتيحت لنا فرصة عظيمة للالتقاء بجمعيات أهلية أخرى وتعلم الجديد عن برامج كالتي تقدمها Microsoft لمساندتنا في مهامنا. أنا سعيد جدا بوجودي هنا."