كيف نضمن أن إفريقيا لن تتخلف عن «الثورة الصناعية الرابعة»

 

بقلم: أنتوني كوك، استشاري عام منتسب لشؤون الشركات، مدير العلاقات الخارجية والشؤون القانونية لدى مايكروسوفت الشرق الأوسط وإفريقيا

التقنية تغير من وجه أفريقيا. حيث يعمل الابتكار، أكثر من أي وقت مضى في تاريخ البشرية ، يجب تغيير كافة النواحي التي يمارس بها الأفراد حياتهم ويتواصلون ويعملون ويتعلمون في كافة أنحاء القارة، وهذا التغيير سريع جدا.

وتيرة هذا التغيير سريعة جدا للدرجة التي حدت بالبعض أن يطلق عليها «الثورة الصناعية الرابعة». وهذا التغيير يمثل فرصة لتناول بعض من مشكلات قارة إفريقيا الملحة التي تغطي مجالات مثل الصحة والتعليم والبيئة.

ونرى في قلب هذا التغيير الحوسبة السحابية.

global-cloud

 

الفجوة الرقمية – لم تعد سببا للخلاف والشقاق

الحوسبة السحابية هي تقنية تعود بالنفع على كلا من الأسواق والأفراد في إفريقيا. حيث أنها تتيح الفرصة للوصول إلى قدرات حاسوبية وابتكارات تقنية كانت متوفرة فقط في السابق لعدد محدود.

 

توفر الحوسبة السحابية مرونة لا مثيل لها لكلا من الأفراد والشركات كي يستخدموا إمكانات الحوسبة التي يحتاجون إليها ومتى يحتاجون إليها—وكذلك الاستعانة بها على الفور وبيسر على مجموعة واسعة النطاق من الأجهزة المحمولة وميسورة التكلفة.

بالنسبة للإقتصادات النامية في كافة أرجاء القارة ، يسهل هذا المزيج من يسر التكلفة والمرونة وإمكانية التوسعة لكلا من الأفراد والشركات مهما كان حجمها إمكانية الازدهار والنمو.

هذا يعني أن الفجوة الرقمية لم تعد فجوة كما كانت.

 

هل يمكن للحوسبة السحابية أن تعود بالنفع على الجميع؟

الوقت الحالي هو وقت مناسب للتفكير جديا ليس فقط في الكيفية التي يمكن بها للابتكار المعتمد على الحوسبة السحابية مساعدة أهل إفريقيا للإمساك بدفة القارة والإبحار بها، بل أيضا التعامل مع بواعث القلق المشروعة التي تبرز بسبب سرعة التغيير.

والآن ومع اطلاع القارة على الإنترنت ووجود عدد كبير من الشباب الذين يستعينون بالتقنية، كيف لنا أن نضمن أن الجميع يمكن له الوصول بتكلفة زهيدة ؟ كيف سنوفر بيئة إنترنت آمنة ومؤمنة تضمن الحماية للأفراد من الاحتيال والاستغلال؟ هل نتخذ الخطوات الصحيحة كي نحفز الأفراد الصغار منهم والكبار عن طريق المهارات التي يحتاجون إليها لينتفعوا من التقنية السحابية الآن وفي المستقبل أيضا؟

 

كتاب Microsoft’s Cloud for Global Good

نشرت مؤخرا مايكروسوفت كتابا يحمل عنوان A Cloud for Global Good.نقدم في هذا الكتاب إطار عمل مكون من ثلاثة أجزاء يركز على تأسيس سحابة آمنة وتتسم بالمسؤولية والترحاب وهو ما سيضمن أن التقنية تفيد الجميع وليس فقط العدد القليل من ميسوري الحال.

يساهم الكتاب في مناقشة كيفية الانتفاع بأكبر وجه ممكن من الفرص التي توفرها الحوسبة السحابية بينما نتناول التحديات التي تدور حول تبني هذه التقنية.

يقدم كتاب A Cloud for Global Good 78 توصية تتعلق بالسياسة في 15 مجال، والتي تشمل الخصوصية والأمان وكذلك الاحتيال على الإنترنت والاستغلال والاستدامة البيئية وإمكانية الوصول زهيدة التكلفة وغيرها.

 

تقترح توصيات السياسة كيف يمكن للحكومات والمجال التقني والمجتمع المدني التعاون من أجل تأسيس سحابة حاسوبية تعمل لصالح الجميع. نحن ندرك أننا لا نملك كافة الإجابات، إلا أننا ملتزمون بالتعاون مع المشرعين والمواطنين وأصحاب الأعمال والخبراء بهدف تأسيس سحابة حاسوبية تعود بالنفع على الجميع.

مع مرور الأيام التي أتعامل فيها مع الحكومات في كافة أرجاء قارة إفريقيا، يتضح لي وجود فرصة لخلق بيئة سياسية تفسح للحوسبة السحابية المجال كي تزدهر ازدهارا فعليا.

وبسبب أننا ندخل عصر الحوسبة السحابية، سوف يتضح أن القوانين القائمة في العديد من الدول أصبحت غير ملائمة أو غير كافية لضمان أن السحابة تقدم المنافع الكامنة للجميع.

 

رغم ذلك لا تزال ثمة فرص كبرى للتعلم من الدول الأخرى. يمكننا أن نتعلم أن نتجنب وضع تشريعات سوف يصعب تغييرها وبدلا منها صياغة هياكل سياسة جديدة تستند إلى القوانين والتشريعات والمعايير القياسية التي سوف تصب في مصلحة كافة المواطنين الإفريقيين. يمكن للحكومات التي تختار الإمساك بزمام المبادرة الآن أن تيسر من استغلال الحوسبة السحابية بينما تتعامل مع الأثر المعرقل لهذه التقنية على المجتمع.

 

سوف أتناول بالشرح في الأسابيع والشهور القادمة العديد من الأفكار التي وردت في كتاب A Cloud for Global Good وكيف يمكن لها أن تؤثر على قارة إفريقيا ومن ثم ننتقل إلى تأمل كيف تتعامل الحوسبة السحابية مع بعض من التحديات الكبيرة القائمة في القارة.

أما في الوقت الحالي، لو كنت مهتما بالتعرف على المزيد عن كتاب A Cloud for Global Good أو تنزيل نسخة منه، يمكنك ذلك مستعينا بهذا الرابط.